ولدت الدكتورة منى بكر، في حي الوليدية بمدينة أسيوط، ولكنها لم تمكث كثيرا ونزحت إلى القاهرة بحثا عن العلم، ووصلت إلى درجات عالمية في مجال النانو تكنولوجي، إلا أن المرض أصابها ولم يمهلها القدر حتي تحقق ما سعت إليه من تطبيق فعلي للنانوتكنولوجي لمساعدة المصريين في تحسين معيشتهم باستخدام كل ما هو متاح في بيئتهم.
منى أصابها مرض نادر وتأخرت حالتها بشكل ملفت للنظر ما استدعي نقلها إلى مستشفي خاص، ثم إلى قصر العيني الفرنساوي لتتلقى علاجها، وقرر الأطباء المعالجون إجراء عدة عمليات جراحية لإنقاذها من عدوى بكتيرية أصابت أطرافها، وبدأت بعدها بتحسن كبير، وفجأة دون مقدمات انهارت قواها أمام هجمة بكتيرية على جسدها النحيل، ولفظت أنفاسها الأخيرة.
يقول محمود بكر ، شقيق الدكتورة منى لمصراوي: إن ما أثير حول وفاة شقيقته بشكل مريب، غير صحيح جملة وتفصيلا، حيث أنها ترقد على سرير المرض منذ شهور ، وكانت تمارس مهام عملها بالإشراف علي بعض رسائل الماجستير والأبحاث ، رغم معاناتها من الألم ، لأنها كانت تؤمن أنها يجب أن تؤدي دورها في نشر العلم حتى آخر أنفاس لديها .
وأوضح شقيق العالمة أنها ولدت في سنة 1971، والتحقت بقسم الكيمياء بكلية العلوم، واحتلت المرتبة الأولى علي دفعتها المكونة من 120 طالبا، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة أسيوط عام 1991، كما حصلت على الماجستير في الكيمياء الفيزيائية من جامعة أسيوط سنة 1994، ودكتوراه الفلسفة في الكيمياء الفيزيائية، من معهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، تحت إشراف الدكتور مصطفي السيد.
ويذكر أن مجالات أبحاث العالمة تمثلت في تركيبات وخصائص بلورات النانو المعدنية والمغناطيسية وشبه الموصلة ذات الأشكال والأحجام المختلفة ونشرت أكثر من56 مقالة علمية في مجلات دولية ولها أربع براءات اختراع دولية، وكانت تتولى إدارة إحدى الشركات لأبحاث النانو تكنولوجي.
وحصلت منى على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم التكنولوجية المتقدمة عام 2009، وكانت لديها مدرسة علمية كبيرة تضم أكثر من43 طالبا للدراسات العليا وحضرت الدكتورة منى أكثر من 40 مؤتمرا عالميا، وعملت كباحث رئيسي في استخدام جسيمات النانو فضة في الصناعة لتعقيم المنتجات من الفيروسات والبكتيريا، وكرمتها مؤسسة "مصر الخير" لكونها واحدة من أهم 5 علماء مصريين والمرأة الوحيدة من بين المكرمين الذين تم الاستعانة بدراستهم كمرجعية دولية والاستشهاد بها في الأوراق البحثية.
وصنفت في رقم 20 وفقا للمؤشر الدولي الذي يصنف كافة العلماء طبقا لتخصصاتهم، وهو ما وضعها ضمن قائمة العلماء المرجعيين في مجال النانوتكنولوجي، حيث تم الاستشهاد بأبحاثها أكثر من 1800 مرة ، وكان آخر منصب تقلدته العالمة الراحلة هو مدير المركز المصري للنانو تكنولوجي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق